بقلم: طلال سعود المخيزيم al.mu.khaizeem@hotmail.com كعادته السنوية، يطل علينا وعلى جميع المهتمين والكتاب والقراء معرض الكويت الدولي للكتاب، والذي تتزامن سنوياً اقامته في شهر نوفمبر، في تجسيد ثقافي وإقليمي للكويت في عمق الثقافة ومدى تميزها في شتى أنواع الفنون والثقافة والمجالات المختلفة، والذي يتميز في استقطابه لدور نشر مختلفة ومتنوعة من دول عدة، حرصت على المشاركة ووضع بصمتها في معرض يتميز بمدى انتشاره وصيته في مختلف الدول العربية وكذلك الإقليمية.
كعادته في كل سنة، مع كثرة الزيارات لمعرض الكتاب نرى ذلك التطور في كيفية استقطاب القارئ ونشر المحتوى كما يفهمه الثقافي والمهتم، في تمكين ذلك المعرض من اعتلاء التميز سنة بعد سنة، من دور نشر مختلفة المدارس والثقافات، ومجالات لم تقتصر على نوع معين بل اشتملت لتناسب جميع الأذواق، من مختلف المجالات التي يجسدها الكتاب مضموناً ومعنى، بما فيها الطفل وما يحتاجه من مجالات نرى اجتهاداً وحرصاً بالغاً لتنميته ومجاراته بما يتناسب مع مجالاته وتنميتها، من كتب جميلة وهادفة وفقرات ترافق ذلك لتنعكس للطفل تلك الهمة وحب القراءة والتبحر فيها، والتي بلا شك تنعكس على شخصيته وقدراته في توظيف المدارك وتوسعها، وبعدها المهارات ونبوغ الطفل للإمكانيات المطلوبة والتي يحرص عليها كل ولي أمر.
معرض الكويت الدولي للكتاب، انطلقت الدورة الأولى للمعرض في الاول من نوفمبر 1975، باقامة معرض الكويت للكتاب العربي بمشاركة المؤسسات الحكومية و دور النشر من الكويت و الدول العربية، واستمر المعرض عام بعد عام يتألق بالمشهد الثقافي في الكويت و المحيط الاقليمي و العربي ،حيث احتل مكانه مميزه على خارطة معارض الكتب العربية.
يعتبر المعرض الحدث الثقافي الاكبر الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنويًا من حيث عدد المشاركين و الجمهور الزائر للمعرض فهو محطة تفاعل بين الكتَاب و الناشرين و القراء، ففي فضاءات المعرض تلتقي القيم الابداعية و تتطور العلاقة المعرفية بين صناع الرأي و الفكر والمتلقي حيث تقام الندوات و المحاضرات و الامسيات الشعرية بالنشاط الثقافي المصاحب للمعرض.
هذا التاريخ واستمراره لمنارة الثقافة العربية والاسلامية والأدبية، يجعل الكويت التي كانت ومازالت عاصمة للثقافة، والأبداع الذي يخول جميع المهتمين في المشاركة في هذا المعرض زواراً كانوا أم مشاركين، في محفل ثقافي سنوي تفتخر به الكويت، وترحب به بالجميع في اثراءه وتدعيمه بمختلف دور النشر داخل وخارج الكويت، مما يجعل الزائر بين دفتي كتب مختلفة تحاكي واقعه واهتمامه، وتجعله مستمتعاً محاكياً لما يرغب من مجالات، في عالم غزته الشاشات واختفى منه الكتاب، الا ان رواد الكتاب والصفحات مازالوا أحياء ثابتين من خلال هذا المعرض الذي يمثل مفخرة للكويت وقراءها وكتابها لما يشتمل عليه من بحور ومحيطات الثقافة المختلفة والتزود بها.
مع بدأ هذا المعرض واستمراره، نتمنى دراسة السلبيات واستثمارها للقادم من السنوات في تمكين المزيد من الابداعات والتقدم، على مستوى الخدمات وراحة الزائر وكذلك الناشر والمهتمين في تكامل عناصر التألق ونحو شعار عنوانه التميز في كل عام.