قُبيل القمة الخليجية التي قد أُقيمت الأحد الماضي، كنت في سوق المباركية قبلها بيوم وتلك الأجواء الممتعة الماتعة في هذا السوق من لطافة الجو وجماله، لم تغب ساحة من هذا السوق العريق والا كانت هناك أقدام الأشقاء الخليجين، في تلاحم ليس بغريب في هذا السوق التراثي الذي يجسد ويعكس أواصر مشتركة كثيرة، والتي تنبثق من مصير مشترك وعادات وتقاليد متماثلة شددت عليها القمة المنعقدة، وعكستها تلك المشاهد القبلية على كافة الأشقاء في قضاء أوقات سعيدة وممتعة في بلدهم الأول والثاني الكويت.
أنقضت القمة الخليجية المنتظرة، وخرجت بعدة أمور وبيانات من قادة دول مجلس التعاون، الذين أكدوا بوحدة الصف والقرار المشتركة في التحديات المختلفة التي تعصف بالاقليم، على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتمثلة بالكلمة الواحدة واللحمة الخليجية الموحدة في ظل كافة التحديات المحيطة والتي تتطلع دائما لتلك اللحمة، التي تتمثل في مجلس تعاون خليجي يجمع الأشقاء والأخوة في بيت واحد يتحاورون به ويتشاورون لكافة محطات العالم والاقليم الشرق أوسطية، بما يخدم الفضاء الإسلامي والشعوب المنكوبة.
فقد خرجت القمة في بيانها الختامي بعدة قرارات ومضامين اتفقت عليها حوارات ومشاورات هذه القمة، فقد أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 بدعم قرار مجلس الأمن رقم 2732 ويشدد على أهمية ضمان استمرار متابعة مجلس الأمن لتطورات ملف الأسرى والمفقودين الإنساني وملف الممتلكات الكويتية، كما أكدت القمة في البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 برفض الإجراء العراقي الأحادي الجانب بإلغاء العمل ببروتوكول المبادلة الأمني الموقع في 2008، بين دولة الكويت وجمهورية العراق وخارطته المعتمدة في الخطة المشتركة لضمان سلامة الملاحة في خور عبد الله الموقعة بين الجانبين، كما أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 على الدعم الكامل للجهود القائمة لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، كما شدّد على أهمية حفظ سلامة أراضيه ووحدتها وسيادته الكاملة وهويته العربية ووحدته الوطنية ومساندته لمواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
كما خرجت القمة في بيانها الختامي، للقمة الخليجية الـ45 بالدعوة إلى الإسراع في التوصل إلى تفاهمات بناءة بشأن تطورات الملف النووي الإيراني للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، مما يقلل من احتقان المنطقة وسلامة شعوبها وراحتها في العيش المطمئن، كما دعى البيان إلى ضرورة التزام إيران بالمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 بدعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع يضمن امتثال قوات الاحتلال الإسرائيلي للوقف الفوري لإطلاق النار والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتهجيره قسرًا، ومما يعانية طيلة عقود من الزمن وبعد سنة من البطش والدمار المكثف المستمر، كما نص البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 بالتأكيد أن أمن دول المجلس كلٌّ لا يتجزأ وأنه رافد أساسي للأمن القومي العربي رافضًا التدخلات الأجنبية في الدول العربية من أي جهة كانت.
كما تطرق البيان إلى الترحيب بجهود لجنة وزراء الداخلية حيال التأشيرة السياحية الموحدة ومشروع تطوير الأنظمة المرورية واعتماد ما تم التوصل إليه، والاقرار بالتوصيات الخاصة بمجلس الدفاع المشترك في دورته الـ21، حيث عبّر عن ارتياحه لسير العمل العسكري المشترك لتحقيق التكامل العسكري بين القوات المسلحة بدول مجلس التعاون، كما أكد في البيان حرصه على وحدة الصف بين أعضاء مجلس التعاون ووقوف دوله صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديد تتعرض له أيٌّ من دوله.
مابين تلك البيانات، وحيثياتها تتجلى قيمة الصف الواحد وذلك الجسد المتصل، ما ان تضرر منه تداعى له البقية بالسند والحماية، فقد كانت الكويت ومازالت حاضنة للقمم الخليجية، متمثلة برسالتها السمحة ودبلوماسيتها الفذه التي تتمكن من كافة الدول الشقيقة والصديقة لمدى بعدها المستقبلي وحفاوة استقبالها لكل مبادرات الاصلاح والسلام.
حفظ الله خليجنا وكافة الدول العربية والاسلامية، تحت رايته وراية دينه آخذين بما أمر مبتعدين عن ما زجر، انه ولي ذلك والقادر عليه.