طلال سعود المخيزيم al.mu.khaizeem@hotmail.com تأتي المعطيات على حسب البراهين، للوصول إلى المُراد وتفنيد البراهين من خلال مسار معين، يتماشى مع المعطيات التي تضيف رونقاً منسجماً لتحقيق الهدف والغاية المنشودة.
كثير ما يواجه المعلم أو المحاضر في الجامعات، تلك النابغة والنابغ في العلم، وليس فقط العلم بل وأيضاً الطاقة والحيوية التي تتشعب لكثير من خفايا الخلفية لشخصية هذا الأنسان، سواء كانت ذهنية أم حركية، طالما هي تميز وندورة لخرائط ذهنية وعلمية تميز هذه الشخصية عن البقية، بصفات وسمات تجعل من المحاضر والملقي التركيز واستثمار ذلك في البيئة التعليمية، ليستشعر بقيمة تقدير الذات والإحساس بأن التميز مرصود، والذي بدوره يشعر حامله بالفخر وبذل المزيد.
هؤلاء المتميزين، ليسوا كغيرهم لذلك وجب التركيز عليهم مع عدم الغفلة عن غيرهم، بتوظيفهم بما يخدم الجميع، محققاً التعاطي السليم والقويم في تمكين تلك الشخصيات من ممارسة دورها، واحساسها بالكمال وانها لن تتمكن من أي اندماج، بل بالعكس ترحيب وتمكين لبث الطاقات الحركية والذهنية في أرضية خصبة تتناغم مع بذور العطاء والشخصية ذات الطابع المميز.
تلك الشخصيات من طلاب ومتلقين، من أصحاب الهمم والتميز والأرتقاء، تستحق بجعلها ذات مسؤولية وان كانت ثانوية، كالقيام باعداد درس او محاضرة تُلقى اثناء أو بعد الدروس، لما تمثله من مسؤولية في شرح وتمكين تلك العقول من أخذ الثقة والمضي قدماً، اضافة الى تمكينها في بث صفة الادارة والتنسيق ما بين الطلاب والاستاذ أو المحاضر، في صفة قيادية اعتبارية تمكن هذا الانسان والطالب من الاحساس بقيمته العظيمة والعالية في كيفية ادارة الأمور والتمكين من واقعية القيادة والمضي فيها.
تلك القيادة هي خط سير لأستشعار قيمة الذات ومدى تقديرها من الآخرين، والتي تطبع في النفس ذلك الآثر الكبير الباني لمزيد من العطاء والأستكمال في مسيرة التميز واعلاء قيمة الذات بالتقدير وعدم بخس أي طاقات وهدر أي مهارات.
أن استثمار الطاقات الفصلية،هي الاستثمار الحقيقي في تنمية النفوس و الأعلاء من شأنها، والذي سيرسم لهذا الطالب أو المتلقي مستقبلاً باهراً لإبراز المهارات وتوظيفها، على جميع الظروف والأصعدة، فبتالي أثراء لصفحة جديدة من طاقات نشطة تُوظف فيما بعد في أماكنها الصحيحة مع كسب المزيد من الخبرة والتفاعل والعطاء، الرافع للشخصية، البعيد عن النمطية، القريب من الايجابية وتثبيت بذور العطاء والحيوية، للوقت الراهن والمستقبل البعيد في تكريس مباشر لتلك البذور اليافعة في العطاء والبذل والقيادة وأكمال مسيرة الصالحين المصلحين للمجتمع كافة.